المعوقات عند تطبيق الأجايل
تعد منهجية الأجايل الأكثر استخداما في المشاريع التي تتسم بدرجة عالية من التعقيد وعدم اليقين بمتطلباتها، خاصة في المرحلة الأولى من المشروع، لذا طبيعة مشاريع البرمجيات لاءمت تطبيق منهجية الأجايل خاصة تطبيق السكرم، التي تهدف لاستكشاف الجدوى في دورات زمنية قصيرة، والتركيز على الخصائص ذات الأولوية الأولى، في إعطاء قيمة وميزة للمنتج تضمن خلق تنافسية له في السوق، بدلا من التركيز على خصائص أخرى قد لا تميز المنتج، بل وتستهلك من وقت وجهد الفريق، وكل ذلك يتم بطريقة منظمة من تواجد الزبون خلال مراحل المشروع عن طريق إعطاء تقييم وتغذية راجعة.
لذا خلال هذا المقال سنستعرض بعض المعوقات التي تواجه أي فريق عند تطبيق منهجية الأجايل، ونلقي الضوء على بعض الحلول التي قد تساهم في احتواء هذه المعوقات.
· عدم تقبل بيئة العمل للشركة لتطبيق الأجايل
تعد من أكثر المشاكل تكرارا وشيوعا خاصة عند تطبيق الأجايل في شركات تتبنى المركزية في إدارتها واقتصار اتخاذ القرارات بأيدي المدراء كما ينص تسلسل الهيكل الوظيفي فيها، لذا عند اتخاذ قرار في التحول لمنهجية الأجايل لمجرد مواكبة موجة التغيير التي تقوم بها الشركات حاليا، دون فهم تأثير الأجايل على أهدافها ورؤيتها، تحدث صدمة المقاومة من خلال الإدارات المتوسطة وذلك بسبب:
§ كسر القواعد التقليدية المتبعة منذ زمن طويل في طريقة إدارة المشاريع
§ شعور بعض المدراء بفقد السلطة على الفريق التابع مباشرة لهم، خاصة وأن فريق سكرم مكون من أعضاء يأتون من أقسام مختلفة ،تجمعهم المهارة وهدف الارتقاء بقيمة المنتج الذي يعملون عليه، وهم يعملون معا كل حسب مهارته وخبرته في تنفيذ المهام اليومية و حل المشاكل التي يواجهونها دون أخذ أوامر مباشرة من المدير.
يعد أستاذ سكرم Scrum Master أول من يواجه هذا التحدي ،خاصة وأنه يعد السفير في ضمان تطبيق السكرم كما يتوجب، مما يسبب الإحباط في بداية الطريق، لذا هنا يكمن أهمية إثبات فوائد تطبيق الأجايل من خلال تحديد المشاكل التي تعاني منها الإدارة بشكل خاص ،ونركز هنا على مشاكل إدارة المشاريع، وإثبات كيف أن الأجايل وخاصة تطبيق السكرم سيقوم بحل هذه المشاكل وتقليل المخاطر.
ولا ننسى تسليط الضوء على تجارب مسبقة لشركات رائدة، تحولت من شركات تقليدية لشركات تتبنى منهجية الأجايل، ولا يتم ذلك من خلال جلسة أو اجتماع واحد، بل يتم من خلال عدة جلسات يجب أن تدار بصبر وحكمة لأحتواء وتقبل اختلاف الشخصيات التي يتم التعامل معها،فالهدف هو جذب الجميع لتطبيق الأجايل وليس تنفيرهم وقبل كل شيء بناء الثقة في فاعلية منهجية الأجايل.
مجرد أن نكسب تأييد الإدارة يكون تطبيق الأجايل أسهل وذو إيقاع سريع، ويجب أن ندعم هذه الخطوة بعمل لجان تعمل على نشر مفهوم الأجايل ضمن أقسام الشركة المختلفة، من خلال تعيين سفراء من موظفي الشركة يقومون بشكل طوعي، بعمل نشاطات الهدف منها نشر هذه المفاهيم وكسب المهارات اللازمة.
· الالتزام وتقبل الاجتماعات الخاصة بطريقة السكرم
في بداية تطبيق السكرم قد يحدث تشوش من حضور الاجتماعات الخاصة بالسكرم، وفهم الغاية من كل اجتماع، مما قد يواجه الأستاذ سكرم Scrum Master بعض أعضاء الفريق ممن يتخلفون عن الحضور، لعدم قناعتهم بأهمية الاجتماع خاصة الاجتماع اليومي Daily meeting
وهنا يجب التركيز على الترغيب لا الترهيب، بشرح أهمية الاجتماع، وتأثيره على أعضاء الفريق، وعمل كسر للروتين بتطبيق نشاطات تحفز الحضور وتكسر الحواجز ،فلن يضر أبدا أن تسأل الفريق قبل الاجتماع عم ينوون تناوله على الغداء مثلا على سبيل المزاح، أو البدء بمقولة أو حكمة.
كما يجب التنويه على أهمية وضع قواعد لأي اجتماع، وزمن محدد يتم الالتزام به، لكن ومن تجربة عملية عندما يكسر الحاجز بين أعضاء الفريق وتبنى الثقة المشتركة يتم السيطرة على هذه المشكلة.
· محدودية المهارات المكتسبة في الأجايل
في ظل قلة الخبرة في تطبيق مشاريع الأجايل من قبل الشركة قد يتسبب هذا في خلق تخبط في التطبيق السليم مما يؤثر على إدارة المشاريع بشكل سيء، بحيث يتم تطبيق فعاليات السكرم لكل مرحلة من مراحل عمر المشروع من تصميمDesign) ) وبرمجة (Implementation) وفحص فني (Testing)على حدة، كما وكأننا نطبق مشروع الشلال(Waterfall) لكن مع بعض التحديثات، وهنا يتم حل هذه المشكلة بالآتي:
§ تدريب أقسام الشركة على تطبيق السكرم
§ تجربة كذا دورة زمنية Sprintمع المدرب بشكل عملي لمعرفة الأخطاء وتفادي الوقوع بها.
استطعت من خلال هذا المقال تسليط الضوء على بعض المشاكل التي قد نواجهها ورصد حلول لها من زاوية عملية، يبقى الحل نسبي من شركة إلى أخرى، حسب النظام الداخلي وطبيعة عمل الشركة.
Ruba ElNasser is a certified Advanced scrum master working at Orange Jordan. Ruba also published a book that includes 16 short stories written in Arabic language in 2021.